مشاكل الإبصار الشائعة لدى الأطفال: كيف يمكن اكتشافها وعلاجها؟

يمكن أن يكون لمشاكل الرؤية لدى الأطفال تأثير كبير على نموهم وتعلمهم ونوعية حياتهم. لذلك من الضروري أن يكون الآباء ومقدمو الرعاية متيقظين وأن يعرفوا كيفية التعرف على علامات المشاكل البصرية لدى الأطفال الصغار جداً.

يُعد قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم من أكثر مشاكل الإبصار شيوعاً لدى الأطفال. يتزايد قصر النظر، أو صعوبة الرؤية عن بعد، خاصة في المناطق الحضرية حيث يقضي الأطفال الكثير من الوقت داخل المنزل. من ناحية أخرى، يتسم طول النظر بصعوبة الرؤية عن قرب، بينما يسبب الاستجماتيزم عدم وضوح الرؤية في جميع المسافات بسبب الانحناء غير المنتظم للقرنية.

قد لا يدرك الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرؤية أنهم يعانون من ضعف في الرؤية، حيث أنهم غالباً ما لا يكون لديهم نقطة للمقارنة. لهذا السبب من المهم البحث عن بعض السلوكيات التي قد تشير إلى وجود مشكلة في الرؤية. على سبيل المثال، قد يحتاج الطفل الذي يُحدق بشكل متكرر، أو يتحرك بالقرب من شاشة التلفاز أو الكتاب، أو يشكو من الصداع أو إجهاد العين بعد القراءة أو العمل على الكمبيوتر، إلى نظارات. كما يمكن أن تكون صعوبة المواكبة في الفصل أو انخفاض الدرجات أو عدم الاهتمام بالقراءة من العلامات التي تشير إلى أن الطفل لا يرى جيداً.

الغمش، أو العين الكسولة، هو اضطراب بصري شائع آخر لدى الأطفال. ويحدث عندما تفشل إحدى العينين في تطوير الرؤية الطبيعية، وغالباً ما يكون ذلك بسبب اختلاف في الانكسار بين العينين أو الحول (انحراف إحدى العينين). إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر (بين عمر 0 و8 سنوات)، يمكن أن يؤدي الغَمَش إلى فقدان البصر الدائم في العين المصابة. يتضمن علاج الغَمَش بشكل عام ارتداء رقعة على العين السائدة لتحفيز العين الأضعف، بالإضافة إلى تمارين الرؤية أو التصحيح البصري.

الحول، أو حقيقة أن إحدى العينين أو كلتا العينين لا تنظران في نفس الاتجاه، هو مشكلة بصرية أخرى قد تكون واضحة منذ الولادة أو تتطور لاحقًا. يجب علاج الحول عند الولادة في أقرب وقت ممكن (بين عمر 0 و8 سنوات) لتجنب تطور الحول. قد يشمل العلاج النظارات أو تمارين العين أو الجراحة في بعض الحالات.

فحوصات العين المنتظمة ضرورية لاكتشاف هذه المشاكل في وقت مبكر. غالبًا ما يوصي أطباء الأطفال وأطباء العيون بإجراء فحص أولي للعين بين سن 3 و5 سنوات، تليها فحوصات منتظمة طوال سنوات الدراسة. إذا تم اكتشاف مشكلة، فإن التصحيح السريع باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة أو غيرها من العلاجات يمكن أن يحل المشكلة في كثير من الأحيان ويمكّن الطفل من تطوير الرؤية الطبيعية.

من المهم أيضًا تشجيع الأطفال على قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، حيث ثبت أن التعرض للضوء الطبيعي يقلل من خطر الإصابة بقصر النظر. كما أن الحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات والتأكد من حصولهم على فترات راحة منتظمة عند القراءة أو استخدام الكمبيوتر أمر بالغ الأهمية أيضاً لحماية بصرهم.

إن التنبه لعلامات مشاكل الإبصار لدى الأطفال والتأكد من حصولهم على فحص منتظم للبصر هي خطوات أساسية لضمان سلامتهم ونجاحهم في المدرسة.